الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
الشمس متحركة في مدارها وفي الأفق,فلو لم تتحرك أو انكسفت ولو تعرضت للوقوف أو الكسوف أو السحاب أو الجبال العالية
فالشمس تكون موجودة ولكن بقدر الموانع تقل الإستفادة منها.
فهذا مثال الداعي والخارج في سبيل الله فلو أن الجماعة ليست متحركة لاتوجد الحركة في مقامها ولاتوجد الحركه خارج بلادها فهؤلاء لايستفيدون ولايستفيد منهم العالم.
ولو الحركه موجوده ولكن بدون نور العلم بدون نور العبادات بدون نور الذكر فالإستفادة موجودة ولكن قليلة جداً والحركة تؤثر ولكن قلة الصفات تقلل الإستفادة.
فالجماعة الخارجة يزداد فيها نور الدعوة بالتحرك ونور العلم بالحلقة ونور الذكر بالخلوة, تخرج الجماعة في سبيل الله بهذه الصفات وإذا رجعت نستمر بالجهد فهذه الحركة تؤثر في العالم.
مثل:الشمس التي تشرق ولكن بإشراقها تؤثر مابين المشرق والمغرب, وكذا الداعي والخارج في سبيل الله يؤثر جهده في العالم , ويسهل عليه أحوال دنياه وأحوال موته وأحوال البرزخ وأحوال الآخرة من جميع الأهوال والمشقات ,هذا الجهد ينجيه بإذن الله.
نحن ننوي بالخروج التحصل على نور الإيمان لأن نور العلم ضعيف ونور العبادة ضعيف ونور الذكر ضعيف فهذا النور لايستطيع أن يثبتنا. فترتيب حياتنا عكس مايقوله الرسول صلى الله عليه وسلم فمانجد من نور العلم ونور العبادة ونور الذكر مايثبتنا والعالم على مالايرضي الله فنحن نخرج ونزداد علماً ويقيناً وذكراً وننشر هذه الصفات في الإنسانية ليرضى الله عنا.
لانريد شيئاً من أمور الدنيا فقط كيف يرضى الله تعالى عنا, فيتمرن كل واحد كيف يزداد بهذة الصفات فيتصف يوماً فيوماً ويوماً فيوماً قديماً كان أو حديثاً كل واحد يحتاج أن يجتهد.
الشيطان دائماًيجتهد على الإنسان ويريد أن يخلفه ويريد أن يقعده وأن يثبطه إجتهدت كثيراً إسترح قليلا خسرت كثيرا فاربح خرجت كثيرا فأقعد فهو يتكاسل بعد ذلك ويفشل,
فالحركة دائماً سبب إستفادة الإنسان في هذا الجهد.
نشكر الله الذي اصطفانا ووفقنا لهذا الجهد فلانفتخر ولكن نشكر فلولا توفيق الله لماخرجنا وتركنا بيوتنا, الله سبحانه وتعالى يريد في عباده التواضع والإبتهال إليه فلذا لابد أن يتهم الإنسان نفسه دائماً, فالشيطان يجتهد ويطمئنه أنت ذوصفات وذوا إستعداد وأنت إن شاء الله تقوم بهذا العمل على جهد صحيح فيجعل الإنسان لايتفكر في سيئاته بل يفخمه وفي الموت الشيطان لايترك الإنسان.
أبو بكر الرازي مؤلف تفسير الكبير للقرآن لماحضرته الوفاة جاءه الشيطان وطلب منه دليل على وحدانية الله ووجوده هل عندك دليل على أن الله موجود وهو عالم فأخذ يبين دليل بعد دليل والشيطان يرد عليه بدليل كلما ذكر دليل رفضه ورد عليه بدليل,ثلاثمائه وتسعه وتسعين دليل بينه الرازي وكل دليل يرفضه الشيطان وبقي دليل واحد فتمعر وجهه وقال: ماذا فعل بي حتى امتحنت هكذا ثم قال للشيطان إخسأ آمنت بالله بلادليل فهرب الشيطان وهو يقول فتني فتني يارازي.
فالإنسان إذا ظهرت عليه سكرات الموت يبتلى بعطش شديد فيظهر العطش فيتمثل له الشيطان بكأس فيه ماء يريد أن يغويه .
أحد المشائخ عبد ربه واستفاد الناس منه في دعوته وعندما نزل به الموت وهو في سكراته كان يشعر بالعطش فتمثل له الشيطان بكأس من ذهب فيه ماء وقال : يافلان إشرب وأنت عطشان فأنا الذي أكلمك أنا ربك وكان في شدة العطش ولكن الله أراد به الخير ففكر وإذا الكأس من ذهب والله تعالى حرم الذهب والشرب فيه فقال: لا لا أشرب قال: لماذا؟
قال: هذا الكأس من ذهب والرسول صلى الله عليه وسلم حرم علينا الشرب والأكل في آنية الذهب والفضة.
فقال له الشيطان : أنا ربك وأنا شرعت الدين وهذا مني فاشرب فقال: ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
ولاتبديل في هذا الدين ولانسخ في هذا الدين بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له إني أنا الشيطان فقال: لاحول ولاقوة إلا بالله , فقال له الشيطان: يافلان ظفرت ونجاك علمك من مكري فقال : لا وهذا من مكرك أيضاً ولكن الذي نجاني من كيدك ومكرك هو الله الذي لاإله إلا هو.
فتكون نيتنا دائماً نية التعلم سواء كان قديماً أو جديداً كل يوم ينوي أن يتعلم.
عبدالله ابن عباس رضي الله عنه من صغره وهو في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالته ميمونه رضي الله عنها زوج رسول الله ويضع للرسول وضوءه والرسول صلى الله عليه وسلم يتوضأ وعبدالله ينظر إلى وضوءه ثم في عهد أبي بكر ينظر إلى وضوءه وفي عهد عمر أيضاً ينظر إلى وضوء عمر وفي زمن عثمان فكان ينظر إلى وضوءه , خمسة وعشرون سنه وهو ينظر إلى الوضوء ,ولكن مع هذا يقول لعلي رضي الله عنه ياابن عمي علمني وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكيف حرصه على التعلم فلذا واجب أن نتعلم في كل وقت , ونسأل الله أن يعلمنا فالمعلم الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى وأن الله سبحانه جعل الأسباب ليتعلم الإنسان فنحن نخرج لنتعلم الجهد والأعمال والعبادات ونتوجه إلى الله فالله هو المعلم سبحانه وتعالى .
لما كان الأمر بيد الله سبحانه وتعالى فنحن محتاجون إليه ومتوجهون إليه. كان الشيخ إلياس رحمه الله يوصي الجماعه أن يدعوا ويتوجهو إلى الله بالدعاء المأثوراللهم انا نسألك خير هذه القريه ونسألك خيراً أهلها وخير مافيها, فيطلب من الله أن يرزقهم من خيرها ويحفظهم من شرها .فعلمنا رسول الله في هذا الدعاء التواضع تكون صفة كل واحد أن يتفكر أنه شر الناس الم يعفوا الله عنه
ويستر على سيئاته فينظر الى خطئه وسيئاته وفي غيره ينظر الى محاسن الناس فهو يذهب الى الناس بهذا الفكر ، ينظر في سيئاته وينظر في محاسن أخيه ، ولايأتي في نفوسنا أن أصحاب الخير وفينا الخير ومع الخير وفي سبيل الله بل نكون على بصيرة فنحن خطائون
السول صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو يأخذ التراب ويرمي به على الكفار وهذا فعل قام به الرسول وقال شاهدت الوجوه ولاكن وهو رسول الله ينزل عليه الوحي بقوله (ومارميت اذ رميت ولاكن الله رمى ) فنفى عنه فعله ولاكن الله هو الذي رمى لأن التراب إنتشر حتى ملأ أعين الكفار فا الله هو الذي إستعمل منته علينا ووفقنا وهدانا فلا نظن ان الخير منا ومعنا
السول صلى الله عليه وسلم بعد الفتح لإله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لاشيء قبله ولابعده ، فنسب عليه السلام هذا الأمر الى الله ونفاه عن نفسه وعن المهاجرين والأنصار
وفي رواية لما يقول الإنسان فعلت كذا فعلت كذا فالله يقول كيف تقول فعلت وأنا الذي وفقتك وفعلت وإلا لما استطعت أن تفعل فيغضب الله عليه ولما يقول الإنسان الحمدلله أنتى ياربي وفقني أين أنا والخروج أين فأنته وفقتني فيقول الله سبحانه لا ياعبدي فأنت الذي فعلت فهذه منة من الله
لازم نستخلص أفكارنا في هذا الجهد لايكون الفكر متشتت ، نجمع أفكارنا في هذا الجهد في قول الله وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لانشتت أفكارنا بقراءة الجرائد والمجلات ، ففي أثناء الخروج لانقراء جريدة ولامجلة ولاأي شيء آخربل نغض البصر عن جميع هذه الأشياء لابد يقين وارتكاز واستخلاص بأن لايتوجه يقيننا الى أي شيء غير الله ، وقت الفراغ لابد أن يشغل نفسه با لأعمال الإنفرادية لأن الإنسان إذا غفل تسلطعليه الشيطان فإذا ذكر الله فر منه الشيطان
إذا خرج في سبيل الله خمسة أعداء معه : يترك ثلاثة خلفه وأثنين معه .
أزواج وأولاد هؤلاء يريدون أن يمنعوه بطريق الشفقه فهذه العداوه ذكرها الله تعالى :{وإن من أزواجكم وأولادكم عدو...}
والثالث بترك بيئته التي يعيش بها . وإثنان يخرجون معه نفسه التي بين جنبيه والشيطان وأعدا الأعداء نفسك التي بين جنبيك فمن أكبر الأعداء النفس لأنها دائماً تأمر بالسوء {إن النفس لأمارة بالسوء} فالنفس دائماً أمارة بالسوء تجتهد على الإنسان حتى يقع في السيئات ويترك الحسنات.
والعدو الخامس هو : الشيطان.
فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فهؤلاء الأعداء دائماً مع الإنسان فالشيطان دائماً خرطومه متوجه لقلب الإنسان , وإذا وجد القلب غافل أدخل خرطومه فيه فيدخل الأفكار الفاسدة, وإذا توجه القلب إلى الله فيخسأ ويفر .
هناك عدو سادس وهو بيئة من نزورهم في بلادهم مثلاً دخل الأحباب مسجد فأهل المسجد يقولون جئتم لتنجسوا مسجدنا ويرمون أغراض الأحباب في الشوارع ويقفون لهم بالعصي هذه أيضاً من العداوة لعل الإنسان يفشل ويضعف فعلاج ذلك الإكثار من ذكر الله والإستعانه به على التخلص من الشيطان وهناك علاج لينفر الشيطان ثقول ثلاث مرات (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم) وتنفث على شمالك ثلاث مرات فيصغر الشيطان ولكنه يرجع, لأنه كالذباب إذا أضعته عن وجهك رجع مرة أخرى.
الذباب سمي بالذباب لأنه كلما ذب يرجع فكلما دفعته رجع فالشيطان إذا ُذكر الله يفر , وإذا انقطع الذكر يرجع فعلاج ذلك الإستمرار بالذكر.
أما إذا كان أهل القرية يرمون أغراضنا ويسبونا فعلاجه قول الله تعالى {إدفع بالتي هي أحسن...}
فنحسن إليهم ونكرمهم ونتواضع لهم ونكلمهم بالين والرحمة والمحبه والإكرام فالله تعالى يغير قلوبهم, أحد العلماء بين في المسجد والذين في المسجد كلهم من أهل التبليغ فقال أهل التبليغ هم المنافقون, فالمنافقون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بنوا مسجدا فهدمه الرسول صلى الله عليه وسلم فلابد نحن أن نهدم مساجدهم لأنهم عملوا مساجد , فقال له أخيه هذا المسجد أتدري أنه لأهل التبيليغ وهم كلهم موجودون فلابد إذن أن نهدم هذا المسجد الذي انت فيه, فتحير هذا الخطيب كيف لم يردوا عليه ثم أخذ يمدحهم ويغير من كلامه وذلك بسبب صبرهم فالله غير قلبه وحوله وعرف أن الجماعه على حق.
فالداعي بحاجة أن يكون (صبوراً..حليماً..مخلصاً..مستخلصاً..ومتيقناً بجهده)
فجهدنا كالشمس تنور العالم فجهد الرسول صلى الله عليه وسلم ينور العالم بنور الإيمان, فلو قام أحدنا بخلاف هذه الأصول فهذا يؤثر في العالم خلاف الأصول . كما أن النور يؤثر في العالم كذا السيئات تؤثر في العالم لو قارفها الدعاة إلى الله فنستغفر الله ونسأله أن يلهمنا الصواب فيما نريد ونتوجه إلى الله أن يلهمنا الصواب فيما نريد ونتوجه إلى الله أن يلهمنا كيف نقوم بهذه الجهود.
خاصة من يقوم بالبيان يتوجه إلى الله أن يوفقه لأنسب الكلام لعقول الناس وقبل أن يبين يصلي ركعتين ويطلب من الله أن يلهمه ماهو أنسب لهذا الوقت, ولهؤلاء الإخوان فهذا عندالله معلوم ونحن لاندري ,تزال الموانع والعوائق بالتوجه إلى الله والله يحفظنا, إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أخذ ملك مصر ساره صلى ركعتين ودعا الله فالله حفظها.
الصلاة محيطة بحياة المسلم صلاة الضحى صلاة الليل صلاة قبل الظهر وبعده والإكثار من النوافل .