بسم الله الرحمن الرحيم
صفات النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد:
فإن الحديث عن خلق خير البرية يحتاج إلى أسفار وأسفار ولكن وعلى حد قول الشاعر:
ملك كسرى عنه يغني كسرة *** وعن البحر اجتزاء بالوشل
أشير فيما يلي إلى بعض من صفات وأخلاق المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم فأقول:
خلقه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة ن وتقول عنه أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن)
و آداب الظواهر عنوان آداب البواطن وحركات الجوارح ثمرات الخواطر والأعمال نتيجة الأخلاق والآداب رشح المعارف
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الضراعة والابتهال دائم السؤال من الله تعالى أن يزينه بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق فكان يقول في دعائه اللهم حسن خلقي وخلقي
قال سعد بن هشام دخلت على عائشة رضي الله عنها وعن أبيها فسألتها عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما تقرأ القرآن قلت بلى قالت كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن
ولما كسرت رباعيته وشج يوم أحد فجعل الدم يسيل على وجهه وهو يمسح الدم ويقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم
قال صلى الله عليه وسلم بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
فقال تعالى وإنك لعلى خلق عظيم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحلم الناس
وأنه كان أشجع الناس متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه وكان أعدل الناس
حديث كان أعف الناس لم تمس يده قط يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم له أخرجه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها.
وكان أسخى الناس حديث أخرجه الطبراني في الأوسط
و كان لا يسئل شيئا إلا أعطاه أخرجه الطيالسي والدارمي من حديث سهل بن سعد
وكان صلى الله عليه وسلم يخصف النعل ويرقع الثوب ويخدم في مهنة أهله أخرجه أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته
وكان أشد الناس حياء لا يثبت بصره في وجه أحد، أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
كان لا يستكبر أن يمشي مع المسكين أخرجه النسائي والحاكم من حديث عبد الله بن أبي أوفى بسند صحيح
كان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين
كان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه أخرجه الترمذي
وكان يعصب الحجر على بطنه مرة من الجوع متفق عليه
كان لا يأكل متكئا
كان يعود المريض ويشهد الجنازة أخرجه الترمذي
كان أشد الناس تواضعا وأسكنهم من غير كبر رواه ابو الحسن بن الضحاك في الشمائل
وفي الجامع من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء ما رأيت أحدا كان أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا وما أعجبه أحد قط إلا ذو تقى وفي لفظ له ما أعجب النبي صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا إلا أن يكون فيها ذو تقى
حديث كان يركب ما أمكنه مرة فرسا ومرة بعيرا ومرة بغلة شهباء ومرة حمارا ومرة راجلا ومرة حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة يعود المرضى في أقصى المدينة وكل أصولها في الصحيحين
كان يحب الطيب والرائحة الطيبة ويكره الروائح الرديئة أخرجه النسائي
كان قلما يواجه رجلا بشيء يكرهه وفيه ضعف
يقبل معذرة المعتذر إليه متفق عليه من حديث كعب بن مالك في قصة الثلاثة
يمزح ولا يقول إلا حقا أخرجه أحمد والترمذي
حديث عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى لهواته إنما كان يتبسم
كان صلى الله عليه وسلم يأكل مع خادمه ومسلم من حديث أبي اليسر أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون الحديث
ولا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد له منه من صلاح نفسه
لا يحتقر مسكينا لفقره وزمانته ولا يهاب ملكا لملكه يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا البخاري
كان دائم البشر سهل الخلق لين الجانب الحديث وفيه كان يخزن لسانه إلا فيما يعنيه وفيه قد ترك نفسه من ثلاث من المراء والإكثار وما لا يعنيه عن علي بن أبي طالب
لم يكن فحاشا ولا لعانا إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا أخرجه مسلم
كان إذا سئل أن يدعو على أحد مسلم أو كافر عام أو خاص عدل عن الدعاء عليه ودعا له أخرجه الشيخان اللهم اهد دوساً
وما ضرب بيده أحدا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله تعالى وما انتقم من شيء صنع إليه قط إلا أن تنتهك حرمة الله وما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم فيكون أبعد الناس من ذلك
أهم الأخلاق الطيبة:
حسن المعاشرة وكرم الصنيعة ولين الجانب وبذل المعروف وإطعام الطعام وإفشاء السلام وعيادة المريض المسلم برا كان أو فاجرا وتشييع جنازة المسلم وحسن الجوار لمن جاورت مسلما كان أو كافرا وتوقير ذي الشيبة المسلم وإجابة الطعام والدعاء عليه والعفو والإصلاح بين الناس والجود والكرم والسماحة والابتداء بالسلام وكظم الغيظ والعفو عن الناس واجتناب ما حرمه الإسلام من اللهو والباطل والغناء والمعازف كلها وكل ذي وتر وكل ذي دخل والغلبة والكذب والبخل والشح والجفاء والمكر والخديعة والنميمة وسوء ذات البين وقطيعة الأرحام وسوء الخلق والتكبر والفخر والاختيال والاستطالة والبذخ والفحش والتفحش والحقد والحسد والطيرة والبغي والعدوان والظلم
قال معاذ أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ أوصيك باتقاء الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك الخيانة وحفظ الجار ورحمة اليتيم ولين الكلام وبذل السلام وحسن العمل وقصر الأمل ولزوم الإيمان والتفقه في القرآن وحب الآخرة والجزع من الحساب وخفض الجناح وأنهاك أن تسب حكيما أو تكذب صادقا أو تطيع آثما أو تعصي إماما عادلا أو تفسد أرضا وأوصيك باتقاء الله عند كل حجر وشجر ومدر وأن تحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية حديث يا معاذ أوصيك باتقاء الله وصدق الحديث الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الزهد.
اللهم وفقنا للاقتداء بنبيك والسير على منهجه وطريقته، وأسقنا اللهم من حوضه، واجمعنا به في جنات النعيم، اللهم آمين.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين